سورة مريم - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)}
{مُخْلِصاً} بكسر اللام أي أخلص نفسه وأعماله لله وبفتحها أي أخلصه الله للنبوّة والتقريب {وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} النبي أعم من الرسول، لأن النبي كل من أوحى الله إليه، ولا يكون رسولاً حتى يرسله الله إلى الناس مع النبوة، فكل رسول نبيّ وليس كل نبي رسول {وناديناه} هو تكليم الله له {الطور} وهو الجبل المشهور بالشام {الأيمن} صفة للجانب، وكان على يمين موسى حين وقف عليه ويحتمل أن يكون من اليمن {نَجِيّاً} النجي فعيل وهو المنفرد بالمناجاة وقيل: هو من المناجاة، والأول أصح {مِن رَّحْمَتِنَآ} من سببية أو للتبعيض، وأخاه على الأول مفعول وعلى الثاني بدل {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوعد} روي انه وعد رجلاً إلى مكان فانتظره فيه سنة، وقيل: الإشارة إلى صدق وعده في قصة الذبح في قوله: {ستجدني إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين} [الصافات: 102]، وهذا يدل على قول ما قال: إن الذبيح هو إسماعيل.


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)}
{إِدْرِيسَ} هو أول نبيّ بعث إلى أهل الأرض بعد آدم، وهو أول من خط بالقلم، ونظر في علم النجوم وخاط الثياب، وهو من أجداد نوح عليه السلام {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} في حديث الإسراء: وإنه في السماء الرابعة، وقيل: يعني رفعة النبوة وتشريف منزلته. والأول أشهر ورجحه الحديث {أولئك} إشارة إلى كل من ذكر في هذه السورة، من زكريا إلى إدريس {مِّنَ النبيين} من هنا للبيان، والتي بعدها للتبعيض {مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ} يعني نوحاً وإدريس {وَمِمَّنْ حَمَلْنَا} يعني إبراهيم {وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ} يعني إسماعيل وإسحاق ويعقوب {وَإِسْرَائِيلَ} يعني أن من ذريته موسى وهارون ومريم وعيسى وزكريا ويحيى {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا} يحتمل العطف على من الأولى أو الثانية {وَبُكِيّاً} جمع باك ووزنه فعول.


{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)}
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} يقال في عقب الخير خلف بفتح اللام وفي عقب الشر خلف بالسكون وهو المعني هنا. واختلف فيمن المراد بذلك، فقيل: النصارى لأنهم خلفوا اليهود، وقيل: كل من كفر وعصى من بعد بني إسرائيل {أَضَاعُواْ الصلاوة} قيل: تركوها، وقيل أخرجوها عن أوقاتها {يَلْقَونَ غَيّاً} الغي: الخسران، وقد يكون بمعنى الضلال فيكون على حذف مضاف تقديره: يلقون جزاء غيّ {إِلاَّ مَن تَابَ} استثناء يحتمل الاتصال والانقطاع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8